من السهولة ركوب الهجن وهي جالسة ومن البساطة ركوب الهجن وهي واقفة لكن هل فكرتم بركوب الهجن وهي تركض بسرعة 30 أو 40 كيلو مترا في الساعة؟ .. من يفكر فيها لبرهة يراه ضربا من المغامرة .. في الواقع هو صعب لكن ليس من المستحيل كسر القواعد رغم التحديات الكثيرة التي واجهته فمنذ صغر سنه وقد ترسخ في أذهانه أن هذا النوع من ركوب الهجن خطر جدا ومن المحال تجربته على ظهر أي ناقة كانت صعبة أم ذلول.
كما عودتكم مجلة «» بتسليط الضوء على مثل هذه المواهب فقد جمعنا لقاء مع محمد القعدوي أحد الشباب المهرة في ركوب هجن العرضة، إلى تفاصيل الحوار....
سالم بن سليم بن سالم بن سعيد القعدوي من سكان بلدة الراكة في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية، بداياتي في ركوب الهجن منذ أن كان عمري 5 سنوات حيث تعلمت الركوب من والدي الذي كان وما زال يعتبر من «الركبية» المهرة من الجيل الماضي وهذا الجيل، أما عن أول مهرجان شاركت فيه بركوب هجن العرضة كان عمري 13 عاما واذكر أن هذا المهرجان كان في ولاية بدية بقرية المنترب.
شاركت في العديد من المهرجانات فلا يمر مهرجان تنظمه شؤون البلاط السلطاني ممثلا بالهجانة السلطانية إلا وكانت لي بصمة فيه ناهيك عن المهرجانات التي يقيمها الاتحاد العماني لسباقات الهجن في مختلف الميادين إلا وكنت أحد المشاركين وأيضا شاركت في المهرجانات الأهلية التي تقام في ولايات السلطنة بين الحين والآخر ومن أبرزها في بدية والقابل والكامل وجعلان وآدم وغيرها، أما عن مشاركاتي الخارجية فكانت فقط في أبوظبي تحديدا في جائزة زايد الكبرى التي تقام سنويا فأول مشاركة لي فيها كان في عام 2011 حيث انتزعت سيف الحول للعرضة الطويل مسافة 3 كيلومترات عن طريق «شواهين» وهناك جوائز نقدية ثمينة أحصل عليها في جميع مشاركتي.
منذ صغري وأنا أود أن أتميز عن أقراني بمهارة جديدة لم يسبق لأحد وأن رآها فقلت في نفسي لماذا لا أركب الهجن وهي تركض كوني خفيفا ورشيقا وفعلا جربت هذه القفزة الخطرة ، في البداية أخفقت مرارا وتكرارا لكن مع المثابرة أستطعت تحقيق هذا الهدف وأصبحت محترفا مع الممارسة ،فاليوم لا يمر مهرجان إلا وأستعرض هذه القفزة أمام الجماهير والحمد لله حظيت بتشجيع منقطع النظير كان من الحضور أو حتى في مواقع التواصل الاجتماعي وأذكر في إحدى مشاركاتي الخارجية قفزت في الوثبة بجائزة زايد الكبرى عام 2014 وبعدها مباشرة اتصل بي مواطن عماني من محافظة الباطنة وأهداني ناقة حجة بنت جبار تقديرا منه لمجهودي ومهارتي في الركوب.
نعم بالطبع... أولا لابد لك من اللياقة والخفة كون هذا عاملا رئيسيا لنجاح أي قفزة وبعدها يجب عليك الامساك جيدا بشداد الناقة والسير معها لمسافة وبعد ذلك عليك أن تضرب برجلك ضربة واحدة على الأرض والقفز بقوة إلى أن تصل خلف سنام الناقة والجلوس طبعا مع مراعاة التوازن ومعرفة المسافة بين الأرض وظهر الناقة واذا أردت الوقوف عليها وهي تركض عليك بتثبيت الخطام جيدا والوقوف بتوازن.
سبق وذكرت أن اللياقة والممارسة من أهم مقومات الركبي الناجح مع مراعاة الاختلاف الكبير بين ركوب هجن العرضة والركوب العادي ،فالركوب في هجن العرضة يتطلب منك مجهودا مضاعفا كونك تستعرض أمام جمع غفير من الناس وأيضا أنت معرض للسقوط في أي لحظة خصوصا في بداياتك.
شكرا من الأعماق لمجلة «عالم الهجن» لتشجيع الطاقات الشبابية فلم أتصور يوما أن أكون ضيفا مع العمالقة التي تختص بهم هذه المجلة ليكونوا ضيوفها.
اللياقة والممارسة أهم مقومات ركبي الأصايل
عام 2014 أهديت ناقة بنت جبار تقديرا لمهارتي في ركوب الهجن