صاحب السمو السيد / أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العالقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجاللة السلطان
قابوس الذي رحل بأمر اهلل وقضائه، رحل طودا شامخا، تهاوت لفقدانه األمم والشعوب قبل األنفس والقلوب، لم يرحل كإنسان بجسد فقد الروح، بل رحل جسدا طاهرا نقيا حامال معه المكارم والمآثر متوشحا أثواب الحكمة، معطرا بنسائم السالم، اليزال عبق الشوق والحنين نستنشقه في كل زوايا عمان والتزال ظالله الوارفة نتفيأ بها في كل مكان، وال تزال ترانيم صوته تضيء لنا دروب المسير في دياجير الظالم. خمسون عاما ومرابع عمان تهتف )أبشري قابوس جاء(، لم تكن كلمة في سياق النشيد بل كانت رسالة آمنا بها كمواطنين وحملها على عاتقه كقائد ليؤديها بكل إخالص أمام شعبه ووطنه وأمته، فأوفى بالوعد وحقق ما كان يحلم به، وهو أن يرى عمان وشعبها في أسعد حال وأن تجمعهم عالقات حب ووئام مع شعوب العالم، وهذا ما نراه اآلن في كل شبر بوطننا وما نلمسه من شعوب العالم تجاهنا )فشكرا لقابوس... ورحمة اهلل تغشاك في كل وقت وحين(. حينما أودعناه في ثراه الطيب، أحسسنا جميعا بأننا أمام مسؤولية جسيمة، وحمل ثقيل ومشوار يتوجب علينا أن نسلكه بكل عزيمة وإصرار، فبايعنا الوصي السلطان هيثم الذي أشار له تاج المكارم )قابوس رحمه اهلل( على السمع والطاعة وعلى الوقوف معه في المنشط والمكره، وأن نكون جند الوطن وحماته، وأن نسهم جميعا في مواصلة بناء مجد عمان الذي يشرق في كل يوم يسنده قبس السلطان الراحل )طيب اهلل ثراه( ويعضد فكره السلطان الماجد هيثم المعظم . اذن هي عمان ستبقى تتقدم بثبات وتؤدي دورها المحوري بثقة تجاه أبنائها وتجاه العالم، مبادئها راسخة رؤيتها واضحة، تمد جسور المحبة والسالم تنشر رسائل الحب والوئام، أرضها تحتضن الطيب من الزرع والفكر والتوجه، وتنبذ المكروه تحت أي غطاء أوتحزب فعلينا جميعا نحن أبناء عمان األوفياء أن نكون أوفياء حقا لعمان وسلطانها الراحل وأن نكون سندا وعونا لسلطانها هيثم، لكي يمضي بنا نحو االزدهـار المأمول ويحقق لعمان صفحات من المجد المنشود، كنا نقول )قابوس خلفك ال شقاق والفتن( واليوم نؤكد القول )يا هيثم نحن جندك في كل المحن).